ففي ملعب "سان ماميس" بإقليم الباسك عاد مانشستر يونايتد بفوز ثمين وثقيل على أتلتيك بلباو الإسباني بنتيجة 3-0 في مباراة تسيدها الشياطين الحمر منذ الدقيقة الأولى ورغم أن بلباو دخل اللقاء بصفته المرشح الأبرز للفوز بالبطولة هذا الموسم إلا أن كتيبة المدرب المؤقت ليونايتد قدمت عرضا مبهرا تجاوز كل التوقعات.
وسجل أهداف مانشستر الثلاثة كل من كاسيميرو وبرونو فيرنانديز في أداء جماعي بدا وكأن الفريق استعاد فيه هيبته الأوروبية المفقودة هذا الموسم ويعد هذا الفوز خطوة كبيرة نحو التأهل للمباراة النهائية خصوصا وأن العودة ستكون في "أولد ترافورد" حيث ينتظر أن يحسم الفريق الإنجليزي الأمور أمام جماهيره.
أما توتنهام فقد واجه مهمة غير سهلة على الإطلاق في ملعبه حين استضاف بودو غليمت النرويجي الذي سبق وأن أطاح بعدد من الأندية الأوروبية الكبرى في مشواره إلا أن السبيرز تمكنو من فرض كلمتهم وحسموا اللقاء بنتيجة 3-1 ليضعو قدما في النهائي كذلك.
وسجل أهداف الفريق اللندني كل من بيرنان جونسون ، وجيمس ماديسون ودومينيك سولانكي في مباراة أظهرت جانبا هجوميا مميزا افتقده توتنهام كثيرا في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم.
اللافت في مشهد نصف النهائي هذا أن كلا الفريقين يعانيان بشكل واضح في الدوري المحلي حيث يحتل مانشستر يونايتد المركز الرابع عشر بينما يتواجد توتنهام في المرتبة السادسة عشرة وهي مراكز لا تليق بتاريخهما ولا بجماهيريتهما.
ورغم الانتقادات الحادة التي طالت أداء الفريقين محليا فإن مشوارهما الأوروبي هذا الموسم يبدو مختلفا تماما وكأن البطولة القارية تحولت إلى ملاذ للهروب من الضغوطات المحلية والتأكيد على أن الفريقين لا يزالان قادرين على التنافس على الألقاب.
وإذا تمكن الفريقان من الحفاظ على تقدمهما في مباراة الإياب الأسبوع المقبل فإن عشاق الكرة الأوروبية سيكونون على موعد مع نهائي "إنجليزي خالص" يعيد إلى الأذهان نهائيات سابقة جمعت أندية البريميرليغ في بطولات الاتحاد الأوروبي.
وفي حال تحقق هذا السيناريو فإن النهائي المرتقب سيكون فرصة ذهبية لإحدى هاتين القوتين الإنجليزيتين لإنقاذ موسم بدا وكأنه خارج السيطرة على الصعيد المحلي وإعادة بعض الهيبة المفقودة عبر منصة أوروبية طالما حلم بها المشجعون.