وفاة ديوغو جوتا نجم ليفربول في حادث سير مروّع يشعل الحزن في عالم كرة القدم

وفاة ديوغو جوتا نجم ليفربول في حادث سير

في حادث مأساوي هز الأوساط الرياضية حول العالم لقي نجم نادي ليفربول الإنجليزي والمنتخب البرتغالي ديوغو جوتا مصرعه في ساعة متأخرة من ليلة الأربعاء/الخميس إثر حادث سير مأساوي وقع في مقاطعة "زامورا" الإسبانية قرب الحدود البرتغالية . الحادث الذي أودى بحياة اللاعب البالغ من العمر 28 عاما جاء كصدمة مدوية لعشاق الكرة في أوروبا والعالم خصوصا أنه حدث بعد أيام قليلة فقط من احتفاله بزواجه.

تفاصيل الحادث المفجع

وقع الحادث بالقرب من بلدية "بالاسيوس دي سانابريا" وهي منطقة جبلية تقع في شمال غرب إسبانيا تشتهر بطرقها الضيقة والمنعطفات الحادة ووفقا للتقارير الأولية فقد انحرفت سيارة ديوغو جوتا عن مسارها نتيجة انفجار مفاجئ في أحد الإطارات أثناء محاولة تجاوز مركبة أخرى ما أدى إلى فقدان السيطرة واصطدام السيارة بحاجز خرساني على جانب الطريق لتشتعل النيران فيها على الفور.

وعلى الرغم من سرعة استجابة فرق الإنقاذ إلا أن النيران كانت قد أتت على السيارة بالكامل مما أسفر عن وفاة ديوغو جوتا وشقيقه الأصغر أندريه سيلفا  البالغ من العمر 26 عاما وهو لاعب كرة قدم أيضا في صفوف نادي "بينافيل" الذي ينشط في دوري الدرجة الثانية البرتغالي.

مسيرة رياضية حافلة رغم قصرها

ولد ديوغو جوتا واسمه الكامل ديوغو خوسيه تيكسيرا دا سيلفا  في 4 ديسمبر 1996 بمدينة بورتو البرتغالية تحديداً في ضاحية ماساريلوس منذ بداياته أظهر موهبة استثنائية في عالم كرة القدم حيث التحق بأكاديمية نادي "باسوج دي فيريرا" ومنها انطلقت مسيرته الاحترافية.

سرعان ما لفت أنظار الكبار بفضل مهاراته العالية وسرعته الفائقة لينتقل بعدها إلى نادي أتلتيكو مدريد الإسباني ثم إلى نادي بورتو البرتغالي قبل أن يخوض تجربة ناجحة مع نادي وولفرهامبتون الإنجليزي حيث ساهم في صعود الفريق إلى الدوري الإنجليزي الممتاز "البريميرليغ" وتثبيت أقدامه ضمن الكبار.

وفي صيف 2020 انتقل جوتا إلى نادي ليفربول الإنجليزي في صفقة قدرت قيمتها بـ45 مليون يورو ليصبح أحد أبرز عناصر كتيبة "الريدز" تحت قيادة المدرب الألماني يورغن كلوب ثم المدرب الحالي آرني سلوت.

إنجازات وبصمة لا تنسى مع ليفربول

خلال خمسة مواسم مع ليفربول استطاع جوتا أن يفرض نفسه لاعبا حاسما في خط الهجوم حيث لعب في مركز الجناح وأحيانا كمهاجم صريح مستفيدا من قدرته على التمركز والمراوغة والتهديف. سجل جوتا 65 هدفا بقميص "الريدز" في مختلف البطولات وساهم في تحقيق الفريق للعديد من الألقاب، أبرزها:

الدوري الإنجليزي الممتاز 2025: حيث لعب دورا محوريا في قيادة الفريق للقب العشرين في تاريخه.

كأس الاتحاد الإنجليزي 2022

كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة 2022

وصافة دوري أبطال أوروبا 2022

في الموسم الأخير قبل وفاته سجل جوتا تسعة أهداف في مختلف المسابقات ما يعكس دوره الأساسي في تشكيل الفريق الأحمر خاصة مع رحيل بعض النجوم ومرحلة تجديد الفريق.

بصمته مع منتخب البرتغال

لم يقتصر تألق جوتا على المستوى المحلي بل كان له حضور مميز مع المنتخب البرتغالي منذ تمثيله للفئات السنية تحت 19، 21 و23 عاما. وشارك لأول مرة مع المنتخب الأول في عام 2019 ليصبح من ركائزه الأساسية في خط الهجوم.

خاض جوتا نحو 50 مباراة دولية وسجل 14 هدفا وكان ضمن التشكيلة التي أحرزت لقب دوري الأمم الأوروبية مرتين الأولى موسم 2018/2019 والثانية في يونيو 2025 عندما فازت البرتغال على إسبانيا بركلات الترجيح في مباراة نهائية مثيرة.

كما كان جوتا أحد الأوراق الرابحة في خطط المدرب روبرتو مارتينيز الذي كان يعول عليه لقيادة الجيل الجديد من الكرة البرتغالية.

حياته الشخصية ومأساة اللحظات الأخيرة

على الصعيد الشخصي كان ديوغو جوتا يعيش واحدة من أجمل فترات حياته إذ احتفل بزفافه من صديقته روتي كاردوسو قبل عشرة أيام فقط من وفاته وكان الثنائي مرتبطين منذ سنوات طويلة وأنجبا معا ثلاثة أطفال.

في آخر ظهور له على وسائل التواصل الاجتماعي نشر جوتا مقطع فيديو من حفل زفافه معلقا عليه بكلمات مؤثرة قال فيها : "هذا اليوم سيظل محفوراً في ذاكرتنا إلى الأبد" قبل أن يخطفه الموت في حادث مأساوي لم يمهله طويلاً.

ردود الأفعال وحزن عالمي

أحدثت وفاة جوتا صدمة كبيرة في عالم كرة القدم حيث نعاه نادي ليفربول عبر حساباته الرسمية كما عبر الاتحاد البرتغالي لكرة القدم عن حزنه العميق وكتب رئيس الاتحاد بيدرو بروينسا عبر "فيسبوك":

"الاتحاد البرتغالي وكل محبي كرة القدم في حالة حزن لا توصف بسبب الرحيل المفاجئ للنجم ديوغو جوتا وشقيقه أندريه سيلفا."

كما أعرب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" عن تضامنه مع عائلة اللاعب ومحبيه في هذا الظرف الصعب.

النهاية الحزينة لمسيرة واعدة

برحيل ديوغو جوتا يفقد عالم كرة القدم واحدا من أبرز المواهب البرتغالية في السنوات الأخيرة لاعب شغوف لم يتوقف عن تطوير مستواه وتحقيق الإنجازات ليترك خلفه إرثا رياضيا وإنسانيا سيبقى محفورا في الذاكرة.

ويبقى الحادث تذكيرا مؤلما بهشاشة الحياة وأن الأقدار قد تخطف منّا الأبطال في لحظة تاركة خلفهم قصص نجاح وحب وشغف لن تنسى.


تعليقات